رئيس حزب السعادة ثالث زعيم يترك منصبه بعد الانتخابات التركية

رئيس حزب السعادة ثالث زعيم يترك منصبه بعد الانتخابات التركية

04 مايو 2024
رئيس حزب السعادة في تركيا يدلي بصوته في الانتخابات البلدية بأنقرة، 31 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تمل قره موللا أوغلو، زعيم حزب السعادة التركي، أعلن عن نيته ترك زعامة الحزب لأسباب صحية، مؤكدًا استمرار دعمه للحزب دون انسحاب كامل من السياسة، مع توقع عقد مؤتمر طارئ للحزب نهاية يونيو/حزيران.
- الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة في تركيا أسفرت عن استمرار حكم التحالف الجمهوري بقيادة أردوغان، وخسارة المعارضة، مع تغييرات في قيادات بعض الأحزاب بعد الانتخابات المحلية.
- حزب السعادة تعرض لتحديات كبيرة بفقدان نسبة كبيرة من الأصوات بعد الانتخابات المحلية، بسبب التحالفات مع أحزاب المعارضة، بينما حقق حزب الرفاه نجاحًا ملحوظًا، مما أثر سلبًا على قاعدة حزب السعادة الانتخابية.

أعلن زعيم حزب السعادة في تركيا، تمل قره موللا أوغلو، نيته ترك زعامة الحزب والذهاب إلى مؤتمر طارئ ليكون ثالث زعيم حزبي يتخلى عن الرئاسة الحزبية منذ مرحلة الانتخابات التركية التي بدأت قبل نحو عام بالانتخابات الرئاسية واستكملت بالانتخابات المحلية قبل أكثر من شهر.

جاء ذلك في حوار أجرته قناة "تي في 5" المقرّبة من حزب السعادة مع قره موللا أوغلو بثّته السبت، وفيها كشف موللا أوغلو عن نيته ترك رئاسة الحزب، وعزا ذلك إلى أسباب صحية، من دون ترك الحياة السياسية بالكامل.

وأجريت الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية في مايو/ أيار العام الماضي، وفيها تمكن التحالف الجمهوري من مواصلة الحكم في البلاد بتحقيق أغلبية برلمانية، وفاز الرئيس رجب طيب أردوغان بالرئاسة مجدداً، في حين خسرت الطاولة السداسية التي شكلتها المعارضة التركية الانتخابات، وأطاحت مرشَّحَها لمنصب الرئاسة، زعيم حزب الشعب الجمهوري السابق كمال كلجدار أوغلو.

وعقد حزب الشعب الجمهوري العام الماضي مؤتمره العام بعد نتائج الانتخابات التركية، وخسر كلجدار أوغلو رئاسة الحزب أمام أوزغور أوزال الذي تولى منصب الرئاسة، وبذلك خسر أيضاً داخل الحزب وتم تحميله أسباب خسارة الانتخابات لمجموعة عوامل، فيما تمكن حزب الشعب الجمهوري من احتلال المرتبة الأولى بعدد الأصوات في الانتخابات التركية المحلية التي جرت في 31 مارس/ آذار الماضي، والفوز بحكم أكبر المدن والولايات في تركيا محلياً.

كما أطاحت الانتخابات التركية المحلية زعيمةَ الحزب الجيد ميرال أكشنر، وهي أيضاً كانت أحد أطراف الطاولة السداسية في انتخابات العام الماضي. ورغم خوض الحزب الانتخابات المحلية، مستقلاً من دون تحالفات، تراجعت نسبة أصواته كثيراً وبلغت 3.77٪ فقط بعد أن كانت قرابة 10٪ قبل أقل من عام، ليذهب الحزب إلى مؤتمر طارئ، وإعلان أكشنر عدم ترشحها لرئاسة الحزب، وتولي مساواة درويش أوغلو زعامة الحزب.

ولم يتمكن زعماء أطراف الطاولة السداسية من دخول البرلمان بسبب تعيينهم نواباً للرئيس في حال فوز مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو، ومع فشله بقي الزعماء خارج البرلمان، ومنهم رئيس حزب المستقبل أحمد داود اوغلو ورئيس حزب دواء علي باباجان، ورئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال، وتتجه الأنظار إليهم لتحديد مستقبل المرحلة المقبلة، إذ جرت العادة أن تفرز الانتخابات التركية خريطة سياسية جديدة.

رئيس حزب السعادة هو ثالث زعيم سياسي ضمن الطاولة السداسية يعلن تنحيه عن رئاسة الحزب مع مواصلة العمل السياسي رغم حديثه عن أسباب صحية. ويأتي القرار على الرغم من أنّ الحزب أدخل 10 نواب للبرلمان بقوائم حزب الشعب الجمهوري، وتمكن مع عدد مماثل من النواب وبالطريقة نفسها في حزب المستقبل، من تشكيل كتلة سادسة في البرلمان والحصول على مكاسب سياسية هامة.

وقال قره موللا أوغلو في حديثه "لم تعد صحتي تمنحني القدرة على الإيفاء بمهامي، وفي مرحلة الانتخابات الأخيرة زرت أربعة أماكن فقط وهو نقص كبير يتعلق برئيس حزب"، مبيناً أن صحته لا تساعده على القيام بالمهام المطلوبة.

وأضاف "لم يتوضح تاريخ المؤتمر الطارئ بعد، ولكن من المحتمل أن يكون في نهاية يونيو/ حزيران المقبل، والمؤتمر العادي كان في الخريف إلا أنه موعد بعيد للحزب، ولهذا يتم التحضيرات للذهاب إلى المؤتمر الطارئ".

وكشف أنه لا يوجد مرشح لرئاسة حزب السعادة حتى الآن، وستتم استشارة تشكيلات الحزب، وفي حال التوافق على أسماء سيتم الذهاب للمؤتمر، مشدداً على أنه "لن ينسحب من الحياة السياسية بالكامل، بل ترك رئاسة الحزب فقط، وسيكون أكبر داعم لرئيس الحزب الجديد".

وتلقى حزب السعادة ضربة كبيرة بحصوله على أصوات قليلة جداً وفقدان الناخبين من تيار الرؤية الوطنية، بسبب التحالفات مع أحزاب المعارضة البعيدة عن الأحزاب المحافظة.

تلقى حزب السعادة ضربة كبيرة بحصوله على أصوات قليلة جداً في الانتخابات التركية البلدية

كما أن لمعان نجم حزب الرفاه من جديد والذي أسسه فاتح أربكان، نجل القيادي نجم الدين أربكان، وحصوله على نسبة أصوات عالية، سحب قاعدة حزب السعادة من الرؤية الوطنية ومن المحافظين، وكان من أبرز الأحزاب التي حققت نجاحاً في الانتخابات التركية المحلية التي جرت مؤخراً، حيث حقق 6.19٪ من الأصوات بعد أن كانت في انتخابات العام الماضي أقل من 3٪.