"طوفان الأقصى" تطرح أسئلة عن إخفاق الجيش الإسرائيلي والمخابرات

إسرائيل تواجه أسئلة عصيبة عن إخفاق مخابراتها وجيشها بعد "طوفان الأقصى"

08 أكتوبر 2023
عملية "طوفان الأقصى" فاجأت الإسرائيليين (هاني الشاعر/الأناضول)
+ الخط -

 في وقت تترنح فيه إسرائيل تحت وطأة هجوم مباغت وفادح الخسائر شنّه مقاومون من حركة "حماس"، الذين اخترقوا الحواجز المحيطة بقطاع غزة وتجولوا بحرية وقتلوا العشرات في المستوطنات الإسرائيلية، يواجه قادة الحرب لدى الاحتلال أسئلة عصيبة ومتزايدة عن كيفية تنفيذ "حماس" لهذا الهجوم.

فبعد يوم واحد من إحياء الذكرى الخمسين لبدء حرب 1973، عندما أُخذت قوات الاحتلال الإسرائيلية على حين غرة بطوابير الدبابات السورية والمصرية، بدا أن جيش الاحتلال فوجئ مرة أخرى بهجوم مباغت لم يكن متوقعاً.

وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال المتقاعد جيورا إيلاند: "يبدو الأمر مشابهاً تماماً لما حدث في ذلك الوقت". وأضاف في إفادة لصحافيين: "كما يمكننا أن نرى، فقد فوجئت إسرائيل تماماً بهجوم منسق بشكل جيد جداً".

وقال متحدث باسم الجيش إنّ مناقشات ستجري حول جاهزية المخابرات "في وقت لاحق" لكن التركيز في الوقت الحالي ينصب على القتال. وقال في إفادة صحافية: "سنتحدث عن ذلك عندما نحتاج إلى الحديث عنه".

إخفاق المخابرات

عندما جاء المحك الحقيقي، بدا أنّ أجهزة الأمن الإسرائيلية تنهار عندما اخترقت قوة من مقاتلي "حماس"، يقدر الجيش الإسرائيلي عددهم بالمئات، السياج الأمني ​​وانتشرت في المدن والبلدات والمستوطنات.

وقال جوناثان بانيكوف، النائب السابق لمسؤول المخابرات الوطنية لشؤون الشرق الأوسط في الحكومة الأميركية، الذي يعمل الآن في المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة بحثية: "هذا إخفاق للمخابرات، ولا يمكن أن يكون سوى ذلك".

وأضاف: "كان فشلاً أمنياً، ما قوّض ما كان يُعتقد أنه نهج عدواني وناجح على كل المستويات من إسرائيل تجاه غزة".

بالنسبة إلى الإسرائيليين، شكلت صور اقتحام المقاتلين وأسرهم عدداً من المستوطنين صدمة عميقة.

وقُتل 350 إسرائيلياً وأُصيب أكثر من 1500 آخرين، وهو عدد غير مسبوق يلحق بإسرائيل في يوم واحد. وتكبد الجيش خسائر فادحة، وقالت الفصائل الفلسطينية إنها أسرت عشرات الجنود.

وسيطر المقاومون الفلسطينيون أيضاً على مواقع أمنية، من بينها مركز للشرطة في مستوطنة سديروت واقتحموا معبر بيت حانون (إيريز) وهو منشأة محاطة بإجراءات أمنية مشددة يمرّ عبرها الأفراد من القطاع وإليه عبر سلسلة من الضوابط الصارمة.

ونشرت وسائل إعلام تابعة لـ"حماس"، أمس السبت، لقطات تظهر مقاتلين يتجولون في مكاتب مهجورة ويمرون عبر الجدران الخرسانية العالية للموقع.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيال حولاتا: "يخططون لهذا منذ فترة طويلة. من الواضح أن هذا هجوم منسق للغاية، وللأسف تمكنوا من مفاجأتنا تكتيكياً والتسبب في أضرار مروعة".

(رويترز)

المساهمون