تنتهك إسرائيل كلّ قيمة وقانون، وكلّ معاهدة واتفاقية وإعلان وقرار دولي، منطلقةً من قناعة راسخة أنّها مُسْتَحِقَةٌ لذلك، ومن يعارض يجد نفسه عرضة للاستهداف.
إن نجحنا في توظيف هذا المفصل التاريخي نقطةَ تحولٍ في سيرورتنا، سواء كنا شعوباً أو أنظمةً، أو شعوباً وحدها، فحينها يمكن أن نتخيّل صُبحاً مُشرقاً مُزهراً.
إذا كانت روسيا والصين… مُتّهمة في محكمة انتهاكات حقوق الإنسان، كما يقول تقرير وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ أميركا تتقدّمهم أو على الأقلّ تقف إلى جانبهم.
قرّر اللوبي الصهيوني الأميركي وحلفاءه أنه لم يعد في إمكانهم "كسب عقول وقلوب" الجيل الأميركي الشاب، ومن ثمّ َ انحازوا إلى فكرة محاولة تخويفه وإسكاته وردعه.
لم يكن الرد الإيراني على إسرائيل مسرحية هزلية متفقاً عليها بين إيران وإسرائيل وأميركا، من دون أن يعني ذلك أنه لم يكن هناك نوع من التفاهمات الضمنية أيضا.
تُمثل ديناميكيات العلاقة التي نشهدها حاليا بين بايدن – نتنياهو نهجاً شبه راسخ في العلاقات الثنائية الأميركية – الإسرائيلية منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.
لا تنكر واشنطن التزامها بالحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" الإسرائيلي، ولا تل أبيب تخفي أنّها ترى في ذلك التفوق النوعي عنصراً حاسماً لردع كلّ منافسيها.
ما دام أن أميركا مصرّة على استمرار منح إسرائيل الحصانة في مجلس الأمن، ستبقى الأخيرة تتصرف كدولة مارقة غير مبالية بشيء. ومن ثمَّ، لا حل إلا بتغيير حساباتهما.
لقد فشل ثلاثة رؤساء ديمقراطيين أميركيين (بيل كلينتون، أوباما، وبايدن)، طيلة 28 عاماً، في تغيير سلوك نتنياهو، ولا يبدو أن بايدن سينجح في ما فشل فيه سابقوه.